top of page

تطلبين منّي، راجيةً، أن أتفهّم، أن أتدحرج من علياء تحليقي، أن أوقف هذياني، أن أتحجّم. مؤلمٌ رجاؤكِ! كيف أرضخ له، وأنتِ توافينني، بعد حينٍ، إلى وصال؟ يا عاهرتي اللطيفة، تحومين حولي بفتنةٍ وإثارة، وضحكات، كيف بعد كل هذا، سنقدر على الانفصال؟

أحتاجَ إلى فسحةٍ بيننا،

يتلاعب بها الفراغ،

أحتاجُ إلى فسحةٍ بيننا،

كي يعود إلى رئتيّ،

الهواء...

 

أحتاج إلى استراحة،

من كل ما يجري،

بيني وبينكِ،

وبيني وبين ساقيّ،

أحتاجُ إلى استراحةٍ

علُّ العواصف تهدأ،

ويعود إليّ

بعضٌ من اهتداء...

 

أحتاجُ إلى انقطاعٍ ما عنكِ،

يُلغي التواصل،

كي تنعس أمواجي المتلاطمة،

وأجلس متعبةً على ضفاف نفسي،

أرتاح من هذياني، ورجليّ في الماء...

 

أحتاجُ إلى هدوءٍ ما في الـ Neurones

يرتفع الـ Serotonine

تكفُّ فجأةً الـ Phormones

عن التطاير في كلِّ اتجاه،

ويعود انتظام تلك الآلة المختلةِ بِكِ،

التي لم تعد تقف،

ولم تعد تكفّ عن الدوران،

تبقى معلّقةً، في حالِ انتظارٍ،

متأرجحةً على حبلِ وصالٍ لم يأتِ بعد..

 

واسيتُ نفسي،

أيّامٌ قليلةُ، وتمضي،

أزمةٌ عابرة، وتمرّ،

كم رائعٌ أن يفيضَ الاختلاجُ

مفرداتً وجُمَل،

كم مؤلمٌ أن يعجز القلب عن الاحتمال...

 

أحتاجُ إلى استراحة محارب،

كي أستعيد طاقتي المشعّة،

أستعدُّ لك مجدّداً،

وأدخلُ محرابك للصلاة،

طاهرةً من جروح كبريائي،

نقيةً من آلام الوله،

أنتصرُ، في خشوعي،

على العمر الذي يمضي،

أحتفل معكِ بتعليقِ الزمن،

أنتصب على جثّتينا المنهكتين،   

أرفع مبتهجةً رايةَ إيماني بكِ،

أصدحُ:

يا هلا بالضيف،

ضيفُ الله بين أضلعي!

انفِصال

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page