top of page

كنتُ شجرة في غابةٍ وارفة،

وكنتُ سعيداً بين أهلي،

أتوا إليّ،

سلخوني،

اقتلعوني من جذوري،

قطّعوني قطعاً قطعا،

من أصغرٍ إلى أصغر،

سحقوني،

ضغطوني،

أصبحتُ ورقة...

 

الأوراقُ أنواعٌ،

شاؤوا أن أكونَ مسطّراً،

جمعوني في دفترٍ،

عرضوني للبيع،

اشتراني أحدهم،

فتحني ما إن رآني،

بدأ يكتب عليّ رسالة حب...

 

ارتجف القلمُ،

بثَّ فيّ الشوقَ،

ملأني باللهفة،

وقّع عليّ،

ثناني،

وُضعتُ في مغلّفٍ،

أُغلقتُ،

ثمّ أُسقطتُ في علبة بريد...

 

تنقلّتني الأيادي على الطريق،

استقريّتُ في مكانٍ أتساءلُ:

من هو الحبيب،

وإلام يؤولُ المصير؟

 

إنتظرتُ،

سمعتُ وقعَ أقدامٍ تتراكض،

أحسستُ بيدٍ تفتح غطاء الصندوق بسرعة،

تسحبُني،

تمزّقُ غلافي بلهفة،

خشيتُ أن أمزَّقَ مع الغلاف،

فُتحتُ،

قُرئتُ،

ثمّ رُميَ بي داخل الدرج...

 

غضبتُ، ثمَّ حزنتُ،

لماذا لم يُسطر الردُّ على وجهي الثاني؟

لكنّي وجدتُ في الدرجِ أوراقاً أخرى،

أصبحنا أصدقاء،

روينا قصصنا، تبادلنا الخبر،

عرفتُ منهنَّ التاريخَ...

 

أنا الآن ورقة،

بانتظار الرسالة-الرد...

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page