
أتى إلى الموعد حاملاً ضحكته، يسايرني، يتساءلً، ويحتار،
أتيتُ إليه، لعله يذكرني أنني أحيا، سايرته، أحببته، ثم ضعتُ حتى الانهيار.
جسدٌ مصقولٌ ناعم الملمس، خصرٌ ضامرٌ ووركٌ نافرٌ،
نظرة حالمة ونجمٌ يلمع في فضاء العشرين.
أهداني كلَّ هذا، أهديته نشوةً لا تنتسى.
أحياني بصباه، فضتُ عليه بآهاتِ، ودموعٍ وقُبَل.
غلبني النعاس بعد ليلة جنسٍ وليالٍ من أرق،
والطفل بقربي يبحثُ عبثاً عن سُهاد.
قال مع الفجر أنني شخرت، صفّرت، وغبت.
قلتُ باسمةً : هذا بفضل الشباب.
غفا الولدُ لحظة، شربتُ قهوتي، قرأت جريدتي، أيقظته بقبلة، أمرته بالرحيل.
فزّ كالملدوغ واقفاً، حصانٌ أسمرٌ يتباهى، صال وجال، أيقظ فيّ الفرس.
أحياني مثنى وثلاث بصباه، فضتُ عليه بأمواجي، ومائي، وأشعار.
غفا الصبيّ لحظة، أيقظته بقبلة، أمرته بالرحيل.
فزّ كالملدوغ واقفاً، لكنّي من صباه ارتويت، ووحدتي استحليت.
ألبسته، دفعته، أوصلته بسرعةٍ إلى سيارته، ما أدرك كيف وصل إلى هناك، طلب قبلة، داعبتً شعره، وقذفته بكلمة وداع.
ليلةٌ لها طراوة النوم، وطعمُ اللامبالاة،
لا أهمية لها إلا إحساس يدٍ على بشرة سمراء،
لا ذكرى لها غير طعمُ شبابٍ، رهانٌ مؤقّت على شفير الحياة، صوتٌ أطرشٌ يحكي عن وجعٍ بعيد،
لا امل لليلة إلا بما يتبقى بعد الإحساس، والذكرى،
ما أنا غير سفينة شوق أبحرتْ في ظلام الحداد،
عبرتْ لليلةٍ محيطَ الملل، تقاذفتها أمواج ملذات، كسرتها، رمتها على شاطئها،
شظايا متألمة، تبحثُ عن معنى العمر.