أقسمُ،
بروعةِ السنابلِ على كتفِ القمر،
تنسدلُ،
بحسنِ استدارةِ العنقِ، والنهدِ،
على مدى البحارِ المضيء،
ينسابُ،
بالثغرِ الخجولِ،
يبسُمُ،
بجفنٍ بسلامِ الودّ،
ينعَسُ،
بدلالٍ يُلهبُ الحياءَ البطيء،
أتجمدُ،
بلمسةٍ بلسعةِ اللهفة،
أرتجفُ،
بالخدودِ بحرقةِ القلب،
أتورّدُ،
بجمالِ البحرِ عند المغيبِ، والشموسُ
تلتهبُ،
بالبحرِ، في لطمِ الموجِ،
يحتارُ.
أقسمُ،
بملاكٍ بأجنحةٍ،
ينحني،
رقيقٍ كفراشةٍ،
يتوقُ،
بالثغرِ على الثغرِ،
يحنو،
يلثمُ وجهاً ضائعاً دخلَ البحرَ متأنيّاً،
تأوّهَ البحرُ من هديرِ الملائكة،
تصدحُ...
أقسمٍُ،
بملاكٍ، مع المغيبِ، هراً،
يستحيلُ،
بؤبؤه في ظلام الرغبة،
يكبرُ،
شقارُه عَتمةَ الشهوة،
يُنيرُ،
عضلُه على أنفِ الوجه،
يضغطُ،
الوجهُ بأنفه في اليمّ،
يتشبثُّ،
قبل أن يبدأَ والهرُّ الغرقَ...
يأخذُ نفساً،
يستغيثُ...
أقسمُ،
بالهرِّ – اليمِّ،
بقفزةٍ في الرذاذِ،
ثمرُ البحرِ، يطفو
بلذّة الخريرِ،
امتصاصُ الروح، يعومُ،
الذاتُ الذاتَ، تحرقُ
الهررةُ في أعماقِ اليمّ،
تشتعلُ...
أقسمُ،
بعيونٍ في ليلِ الروح،
تتلألأُ،
بزغبٍ أشقرٍ ساقاً،
يلتقي،
وساقاً تلتفُّ على الموجِ،
الوجهَ الغريقَ للعضِّ،
تدعو،
بنافذةٍ على نيرانِ الهِرَرَةِ،
تُشرِفُ،
شبابيكُ السيقانِ فُتحتْ،
الوجهُ على الشفق، أطلّ
بجمرِ الهرِّ الوجهُ اكتنز،
يبتلعُ الماءَ، تبتلعهُ الماءُ، لا يرتوي،
يميلُ،
يطفو على الموجِ،
جسدُه بعبيرِ الهرّ-اليمّ،
ينغمرُ...
الوجهُ الضائعُ على وجهِه، هامَ،
في الهرِّ-اليمِّ ينابيعٌ يشربُ، تشربُه، لا يرتوي،
وجهٌ أضاعَ حدودَ وجهِه،
عيونَهُ نسيَ
راح يعومُ،
وينعمُ...
بهدوء الموجِ، يلوجُ،
الوجهُ الضائعُ نجومَ البحرِ الشقراء،
يرتديها لسانُ،
بياضُ المسامِ شعَّ،
مملكةِ النشوةِ، ولجَها عيونُ،
بزرقةِ الشرايين المنتفضة، ازدانَ،
شبابيكُ السيقانِ انغلقت،
الوجهَ الضائعَ،
تضمُّ،
يتوهُ...
أقسمُ،
برحابةِ نداءاتٍ من أعماقٍ زرقاء،
متقطّعةٍ، متراكضةٍ،
تأتي،
التأوّهُ فوقَ الموجِ،
يعلو،
في الصدى، الوجهُ الضائعُ، غرِقَ
بالوتدِ المتقلّص، تشبّثَ
إلى الغرق، مجدّداً،
النداءُ،
دعاهُ....
كم مرّةٍ غرق الوجهُ الضائعُ في بحرِ الهرّ-اليم؟
كم مرّةٍ اشتعلت الهررةُ في الأعماق؟
إنّي توقفتُ عن العدّ.
الهرّ - اليَـمّ
