
خسر السنيورة سلطته على العباد،
ذهبت تاؤه في رحلةٍ معها،
بقيَ السنيور وحده، جاء يمارسث سلطته عليّ.
التفّت التاءُ حول عنقي،
سحبتني كعبدةٍ نحوها،
تمهّلي يا حلوتي،
تكاد التاء تنقطع،
تمهّلي يا حلوتي،
من حدّة الرغبة،
تاهت النفسُ،
تاهت وتاهت الأحرف معها،
ضلّت طريقَها، علِقَت على مفترقٍ متكرّرٍ لجوجِ،
علقت على مجرّد
تاءٍ مربوطة.
ربضت فوقي،
تربّعت عليّ تفكّ التاء،
ربطة ربطة،
حلّتها،
عقدة عقدة،
حتى انحلّيت،
انحلّيتُ ولم يعد لديّ ولا أيّةَ
تاءٍ مربوطة.
احتلّت التاءُ النفسَ،
جلست في آخر القطيع،
حوّلتها إلى نفسٍ قطّيعة.
جلست على مؤخرّتها،
تنوي المعالجة،
حلّت منها الروحَ،
مستسلمةً،
كتاءٍ لم تكن يوماً،
تاءً مربوطة.
نصبت التاءُ المضمومة الغرام،
فتحت الشهيّة،
حرّرتني،
ذاهبةٌ أنا لتحريرهنّ جميعاً من تائهنّ المربوطة،
صانعةً منهن باقاتِ من آهات،
أهديها لها، علّها ترضى عنّي،
وتفّك رباطي،
بإذنه تعالى،
وبإذن أحرفِ الغرامِ جميعُها،
وعلى رأسِها،
التاءُ المربوطة.
أنّى لي أن أجاري ملكةَ الهوى،
حلّالةً الرباطات بالأصابع والألسن،
وبالأسنان، حين تلزم؟
تكرّرت، تحت أناملها،
مرّةً ومثنىً وثلاث،
التاءاتُ الطويلةُ المفتوحة،
ممدودات مبسوطات راضيات بهمزات الوصل
بألفة الألِفِ في "أُحبُّ"،
فاقت التاءاتُ، من براعةِ العاهرةِ، المئات،
ولم أزل أتتلمذُ على يدها،
أعالجُ بفرحٍ واجتهادٍ وتؤدة، مكمنَ لذّتِها،
أي،
تاءَها المربوطة،
إختالي يا عاهرتي اللذيذة،
زيدي الزهوَّ،
أحيليه زهوة،
أخبريني بعد عن التاءات المنبسطة،
ثرثرةٌ مفرحة تسيل لعابي،
حتى لو جرت في العروق،
كذبة،
بتاء مربوطة.
أقسمت ملكة الهوى:
ثلاثةٌ ضربَ مائة،
مبالِغةٌ هي، مائةٌ حتماً،
لكن ماءٌ، دونَ،
تاءٍ مربوطة.
أحبّها بقدر تشكيل الأبجدية،
هي الفتحةُ تضيءُ، كالشمعة، عتمة الحياة،
والضمّةُ التي تغمر،
والكسرةُ بعد حرف الجرّ الذي يجرّني وراءها أبدا.
أحبّها بقدر التاء في كل فتاة، أكثر من مرّة،
تاءٌ ممدودةٌ كدعوة مفتوحة،
نسوةٌ محتاجات حافظات فروجهنّ
منتظرات اغتصابي،
تاؤهنّ المربوطة.
أحبّها بقدر التاء في خشبة، استحالت معها، شجرة،
بقدر التاء في ثمرة، حالةٌ ملتصقةٌ بها، تقطرُ شهدا،
وبقدرِ التاء في زهرة، ذكّرتني بتلك المتفتّحة،
التي أودّ أن أمتص...
أعيدي ربط لساني،
يا عاهرتي الجميلة،
قبل أن تحيلني اللغةُ التي تجهلين إلى مرحومةٍ مسكينةٍ،
قُتلت ودُفنت حيّة،
ممسكةٌ بيديها بشدة،
بنقطتين فوقَ،
تاءٍ مربوطة.