top of page

تدنين منّي، كوجهٍ يدنو من مرآةٍ، في لحظة عزلة،

كغريبٍ يأتي من مجرّاتٍ وجدَ فيها وجهي وحيداً في لانهائية كونه،

تدنين منّي، كأّنك تعلمين، أن لا أحد سواكِ،

ملكُ الغرام،

 

إدني منّي بعد... بتمهلٍ،

على أطرافِ هدبِ العين،

قاربيني مقاربةً الذراعِ للحضنِ،

اغمريني بظّل غصنُكِ الوارفِ إحميني من حرقةِ الظهيرة،

إقتربي، أعيديني إلى دفء موطىء التقاء الفرعِ بالجذعِ،

تعالي نحوي، نسيماً عليلاً يحملُ في عبقِهِ مطرا،

مدّدي القامةَ على القامةِ، همزةَ وصلٍ على ألِفي بعد طولِ غيابِ،  

إضغطي بثقلك عليّ، ثقلُكِ يزيلُ أثقالَ أشواقي... والأحزان،

إضغطي بعد،  ضمُّكِ يغسل حروق بعادك... والظمأ،

إضغطي بعد، قبلّيني،

جعلتِ روحي تفيض من عينيّ...

 

كفّي عن الدنو البطيء،

إنّي أدرى الناس أن لا أحد سواك ملكُ الغرام،

آه من دنوّكِ، يخترق الفؤاد من الصميم إلى الصميم،

يذبحني، على أبواب القلب، من الوريد إلى الوريد،

 

إلتصقي حتى أكاد أعتذرُ من ضمٍ شديدٍ، وعناقٍ أشدّ،

إبقي داخلي، إبقيني داخلك،

فقد يزيد الدنو عن حدّه،

ترحل كلٌ روحٍ مع ذاتها،

إلى بلاد الخدر،

إدني منّي بعد،  

لم أعد أقوى على كل هذا الدنو البطيء،

إنّي أهوى روحَكِ،

أعطينها،

تعلمين أنّي أهوى التبادل،

تعالي بادليني الروح،

والقبل.  

الدنُــــوّ

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page