top of page

طيرُ وروارٌ،

ينقر الحَبَّ في كفّي، يرشفُ الحُبّ،

يرشحُ ماء.

 

دوريٌّ مبتلٌ يرتجف من حمّى الشغف،

أغمره بكفّي، ينفضُ ماءه عن جناحيه، يقبّلني، يطير بي،

إلى عشقه.

 

ديكٌ مغرورٌ، ينتصبُ،

يقفز على الدجاجات الغبيات التي تقاقي داخلي،

يقف شامخاً بعرفه الأحمر، على حافة أناملي،

في هذا الإطار المعتوه،

يستاهل صورة.

 

أوزةٌ تبتسم،

أطعمُها كبدي،

تقبض عليَ بفكيّها،

أتأوه.

 

بجعة تمدُّ العنقَ نحوي،

ترفع ساقيها، تركب معي أمواج الهوى،

أتزلجُ على مائها، نستحم معاً،

في الأنهرِ.

 

سنونو ينساب محلقاُ،

يرسم دوائر عشق في السماء،

يدنو بغفلة منّي، يغمر وجهي بظلّه، يفرد جناحيه على عيوني،

يغط فجأة عليّ.

نسرٌ جامحٌ يمتشقُ الهواء،

يمتصه،

يخترق الغيوم منقضاً على الطريدة،

تستشهد الأنامل تحت ضرب المنقار.

عصفورٌ مهاجرٌ نحو دفء راحتي،

يخبىء حبّة قمحٍ بين جناحيه، أرويها بالقبل،

تنمو سنبلة، أحصدها بلساني،

منكِ.

 

عصفورٌ مهاجرٌ يرافقني فوق السهول،

يغط ثمّ يطير،

يرمي بنفسه احياناً من أعالي نوافذ الللهفة،

يتلَذّذُ، مثلي،

بطعم الرغيف الساخن.

تنينٌ ذو أجنحة،

يحملني على ظهره، يطير بي نحو جهنّمِ آهات،

أتشبثُ بعنقه، أشدُّ بشعرِه،

أنقضُ على عنقه بفمي وأسناني واظافري،

يرتعد غضباً، يبصق لهباً

على شفتيّ.

طيرٌ استوائيٌ غريب،

بألوان الأرض السمراء،

عطرٌ عبقٌ يفوحُ

مسكاُ وعبيرا.

عُـصــفــور

Hussein Madi

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page