top of page

إنّك تسيرين على الجدران، تعانقينها،

إنّني أرقص على السقوف،

أتدلى،

باتجاهِك...

 

تقولين::هلا دخلنا الـفضاءُ السيبيْريّ للتحليق مع أجزائنا المفضلة لدينا؟

قلتُ : لا تتفوهي بكلمة، وإلا... خرجتُ عن طوري، وطرتُ إليكٍ عاريةً بلا أجنحة،

تجيبين: طيري حالاً، أنقذيني من بظرٍ دائمَ الانتصاب مزهّر، يسيرُ أمامي غيرَ مبالٍ إلا بنبضِه،

يختال بي مزهوّاً، جاهزٌ أبداً للسير بي على الجدران،

قلتُ : علّقيني عليه، انصبيني نصباً شامخاً صارخاً متأوهاً، واتركيني مجدداً،

أتدلى،

باتجاهك...

تسألينني أن أمضي يومي بأكمله على تواصلٍ عن بعدٍ معِك،

كيف يمرُّ الوقتُ في خضّم هذا الهياج المستدام؟ 

أسألُكِ ألا تتفوهي بكلمة، وإلا...

ذهبتُ أتكارم بمائي الفائرة على غيرك، من أقرب المقربين، وأنكح مثلك، الجدران،

تحبّذين هذا الفعلَ يغذّي الروح، ويُسِرُّ، يريحُ كصلاةٍ في معبد رغبتي فيكِ،

هي مجرد أحرف تتراقص لا أكثر،

تتدلى،

مثلي،

باتجاهك.

تدعّين تودّين أكلي، تعدين تلمذتي على ملذات البظر،

إخرسي ! ولا كلمة !

قد خرج الطبقُ المفضلُ عن طوره، يبحث جاهداً عن رغيفٍ رديفٍ تاؤه مربوطة، علّها تنفكّ،

جلس يسامر ناياً كالبلسمِ، ويغني لكِ،

يُداوي الجراحَ، بالتي كانت هي الداءُ...

أوفي بوعدك، أو ارحلي عني،

تصرّين: راسليني، واصليني، إبقي معي...

أُشيح عنك، أهرب منك إلى نايي،

أرشف كأسي، أدندن بصمت،

تصرين ثانيةً: بعد... بعد... بعد...

ثم تصرّين ثالثةً: أينكِ؟ نكِ... نكِ... نكِ... 

حين تطغى قهقهاتنا على البعاد،

حين تقضي أصواتنا على المسافات،

أحيا،

أضحك مع الصدى،

وأتدلى،

باتجاهك.

الصـَـدى

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page