top of page

لو تعلمين كم أعودُ صغيرةً، حين أحضرُ بين يديكِ،

"لعذرتِني، أو لظلمتِ إن لم تعذري"...

أقفزُ على حبلِ هواكِ،

ألعبُ إكس في خصلِ شعرِك،

أتراقص على شفاهِكِ مرحأً وتقيبلا،

على هدبِ عينيكِ، أتأرجحُ....

 

شقيّةٌ أنتِ،

تزجرينني حين أشاغبُ في ملاعبِ الرغبة،

تُمارسين النظارة على تلميذةٍ تلهو،

تعظينها عن قواعدِ الإلتزام، والإتزّان، والنزاهةِ،

والصبيّةُ تحلمُ،

ترفعُ قميصَ الناظرةِ عن نهديها،

ملهوفةً، أُقبِّلُ...

 

لعوبةٌ أنتِ،

تشاكسين حين يشتدُّ حدُّ اللذة،

تقامرين بالأعصاب، تحترقُ،

تطفئين اللهبَ بضحكةٍ،

تضرمين النار في الأحشاء برفّةٍ،

كفراشةٍ على فوهة بركانٍ،

أشتعلُ...

 

لو تعلمين

كم سهمُ قوسِك منغرزٌ، لكففتِ عن اصطيادي،

فريسةٌ أنا، كُليني الآنَ،

حوتاً مصاباً، أحتلمُ...

 

تدخلين،

يسمعُ الولدُ حفيفَ سروٍ في سهلِ البقاع،

يراكِ شمساً تضيءُ بؤبؤَ عينينه، ينبهرُ

يشتمُّكِ عطرَ أرضٍ بالندى ترطّبتْ، يجري خلفَ العبقِ،

يمدُّ يده يلتقطُ فراشةً، تحطُّ على جبينه، تطبعُ قبلةً،

فرحةً، أبتسمُ...

 

أكتشفُ براءةَ العمر كما في المرّةِ الأولى،

أتعلّمُ على درب خطاكِ مشوارَ الدلال،

تملأ ناظري لَمْعةُ السُمرة، وبريقُ الفضّة،

تتدوّرُ شفاهي ولهاً، أُدهشُ...

 

أحتاجُ يدَكِ كي أجتازَ طريقي إلى خلفِ البحار،

أداعبها، تداعبني،

نسير معاً تحت همرِ المطر،

معطاءةً، أتبلّلُ...

 

دافئةٌ أنتِ، كوسادةِ طفلٍ أوائلَ تشرين،

ناعمةٌ كخدّه،

صافيةٌ،  كملاكٍ ينحني عليه، في خلوته،

مطمئنّةً، أغفو...

 

لو تعلمين يا حلوتي،

كم أناديكِ ما إن تبعُدي،

لحضرتِ، أو لظلمتِ إن لم تحضري،

متيّمةٌ أنا،

إليكِ،

الخلايا بحدّةٍ في جسدي تندهُ،

الزفراتُ بحرقةٍ في روحي تشهقُ،

أضمُّ حالي وطيفَكِ في البالِ، دميةٌ حين يقسو حدُّ الألمِ،

أعانقكِ، يلتصقُ عصفورٌ بقلبِ الطفلِ،

أخبئكِ هناك،

شمعةً، أضيءُ...

 

 

تعالي يا حلوتي،

الطفلُ يهبُكِ عمرَه، لا تجعليه ينتظرُ،

لو تعلمين كم الثواني في غيابِك جمراتٌ،

لأوقفتِ الزمنَ، وحضنتِ الطفلَ،

بين ذراعيكِ،

جزلةً، هناك، لا أكبرُ...

 

تعالي، ولا تبخلي،

بلمسٍ، وضحكٍ، وقُبَلِ،

جودي على صبيّةٍ

تدخل عتبةَ العمرِ متأنيّةً،

من قطرةٍ منكِ، أسكرُ...

 

كوني خليلتي، الآن، في كلِّ لحظة،

سِليني عن حلاوةِ العيشِ معِك،

"لو تعلمين كم أجنُّ من الهوى،

لعذرتِ، أو لظلمتِ إن لم تعذري"

لو تعلمين كم قليلٌ من العمرِ بقيَ،

لأعدتني، لطفولتي،

إلى الأبدِ،

هناكَ، أموتُ،

دعيني هناك،

أُقتلُ...

لو تَعلــمــين

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page