top of page

إنّها تُمطر،

هناك،

في الأماكن الدافئة،

 

مياهٌ عذبةٌ، تتجمعُ،

تتبرّكُ بالعناق،

تنسابُ أنهاراً تجري نحو المحيط،

أطفو على رذاذ الموجِ،

أبتلعُ ذاتي،

داخلَ هذا اليمّ العظيم،

وها أنتِ،

يا عروسة بحاري،

تغوصين،

أبتعلك كما أنتِ، بأكملِك، بلا حسك،

أشربُكِ توتياءً برتقاليةً هوجاءَ،

أسرقكِ لؤلؤةً سمراءَ مختبئةً في الأعماق،

غوصي داخل بحاري بعد،

غوصي بعد،

اختفي هناك،

إبقي معي،

كي أموت شغفاً،

ثم أحيا،

في تلك البقعةِ من اللامكان واللازمان،

إبقي معي،

داخلي، خارجي، فوقي، عليّ،

اخترقي مسامي،

بلّليني،

أمطري عليّ،

ماؤكِ تعيدُ طعمَ الحياة،

إسقينيها،

حتى أترنّح،

وتتفّتح ورودي القانية،

على ضفاف الطحالب الناعمة،

فننزلق معاً،

على لمسِ المداعبات،

وغمرِ القُبَل،

امتصّي روحي،

يا قوساً يصطادُ بسهمه حوتاً...

يا حلوتي،

رحلتي معكِ مركبٌ،

"ضاعُ فيها المجدافُ والملّاحُ"

يتوهُ،

وأتوهُ، لا أرسو إلا على شطّك،

أبحثُ في الفجرِ عن مغيبٍ،

وفي المغيبِ، لا أجدُ سوى غسقِك،

يُبحرُ البحّارُ وحدُه،

داخلَ الذات،

يبحث عن بؤبؤ عينيك ليته يطبع فيه قبلة،

لا يجدُ في تيهِه،

سوى صدى الريح في الأعماقِ،

وظلمة غيابِك.

إنها تُمطرُ،

حزناٌ،

هناك،

في الأماكن الدافئة.

بـلـَـلٌ جـَلـَـلُ

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page