top of page

جاءت شقيقةُ رأسي،  

حوّلت شقّي ثقباً نبيذياً عملاقاً،

ولجه جسدي بأكمله،

تعلّق على رجف أناملها،

بقيَ على حدود الثقب الملتهب، معلقاً،

وأخذت الأنامل تخترقُ، وأخذ يحترقُ،

ظلَّ على الحدود، ينتظر،

يتلوّى، يتحرّى عن إصبعٍ، يدٍ... قبضةٍ.. فساعدٍ... فذراع...

تخترقه الأنامل مجدداً، تنتشلُه، ترمي به في قلب ذلك الثقب العظيم،

تهوي هوي، في أضواءٍ ناريةٍ...

شهبٌ تذوي في خدرٍ لذيذ.

إنها تمطر خمراً على الأنامل الحنونة.        

أُتمتمُ ضاحكةٌ من أعماق تيهي، ورذاذُ دمعٍ على شفتيّ:

أنت شقيقةُ النعمانِ الأحمر ↖ ، (صعوداً نحو اللمع) وشقيقةُ النعمانِ الأحمر↙ ، (نزولاً نحو البرق)

التقتْ شقائق النعمان في لحظةِ غيابٍ، تعانقتْ، تماوجتْ في سهولٍ رطبة تتلاعب فيها نسائمُ الهوى،

حوّلتْ الشقائقُ رأسي إلى مثنّى النعيم، نعيمُ قُربِك، ونعيمُ الهمسِ، (والخشبِ، والطحين)

أنتِ يا شقيقتي على حق، شقائقُ النعمانِ نافذةٌ، على الجنةِ، تُطِلُّ.   

رأسي نصفان: نصفٌ يسرح، ونصفٌ يلمع، بالشقيقة. بالأمس، جاءت شقيقة رأسي، وشطرتني شطرين:

شطرٌ يئــمُّ شفتاها (صعوداً نحو المتمتان بالدعوة)، وشطرٌ يئــمُّ شفتاها (نزولاً نحو المحرّمتان بالدورة). 

شقائق النعمان

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page