
الحمد لله على نعمته،
لا مجلس وزراء، لا برلمان، لا رئيس للجمهورية،
ذهبَ العاشقُ يبحث عن شظايا عقله في رحابِ لذة الحروف والرغبة،
وجدَ في غياب السلطات عذراً وجيهاً،
إنّي، يا حلوتي الصغيرة، قد تشيّعتُ منذ زمنٍ طويلٍ طويلٍ،
وها انا أنضمُّ إلى الوزراء الشيعة في اعتزالهم دون استقالة،
أحضر إلى وزارتي وروحي في مملكة الغرام،
أسيّرُ أمورَ الناس قدرَ الإمكان، وهو قليلُ،
رغبتي بك لا تفارقُ حنيني إلى البسمات الضحوكة، والإرتعاش الباكي، وهي كثيرُ،
أوقّعُ قراراتٍ ومستنداتٍ وطلباتَ توظيفٍ وخدماتٍ جامّة للوطن، ومملكتي بحاجةٍ إليكِ،
وزيرةٌ مستقيلةٌ من حياتها تقوم بواجب عبادة أحرف الشوق خلالَ دوام العمل،
تهمسُ للزملاء المناطحين الملوّحين بأذرعهم أمام ضغط الأمور التي تسير فيها وبلاها ببلاهةٍ قصوى:
أنتم طواحين هواء،
وأنا طاحونة هوى..
دعوني في مطحنة الجبل،
أشعلُ مدفأتي وسيجارتي وكأسي وقلمي،
أقومُ بالطحن وحدي، مع بقايا طيبِ الخشب،
دعوني أتابعُ وحدي، أمورَ أكلِ الهواء،
وأمورَ مضغِ الهوى،
كلماتٌ كلماتٌ كلمات...