

تقولين: أنتِ وجهي المعتم،
أقول: أنتِ إشراق عمري.
تقولين: أنتِ أوتوسترادي الحزين،
أقول: أنتِ طريقي إلى الجنة.
تقولين: أعرف في قرارة نفسي ألا جدوى من العيش،
أقول: أعرف في قرار نفسي ألا جدوى من العيش، من دونك.
تقولين: لولا خجلي من أمّي، لرحلتً منذ زمن بعيد،
أقول: لولا خجلي منكِ، لرحلتُ عنهم أجمعين، لأجلك.
تقولين: أتساءل عما أفعله الآن بين يديك،
أقول: أتساءل عمّا يمنعني من البقاء أبداً، بين يديك.
تقولين: تحكمنا أثقالٌ عمرٍ موروث،
أقول: معكِ، أتحرر من أثقالي.
تقولين: علينا التــشبــّثُ بأوزان الحكمة،
أقول: معاً نحلّقُ في فضاء الخفة.
تقولين: أخافُ ألمَ الفجيعة القبيح،
أقول: أخافُ ألمَ الفراق، أرجوكِ لا تحرقيني!
تقولين: أنتِ لستِ لي،
أقول: أنتِ تقولين ذلك، وعقلي،
أما حشيشة روحي ومسامي المتفتحة، فتصرخ،
نحن حتماً وشرعاً وحقاً،
لكِ وحدِك، شئتِ أم أبيتِ، حق حصريّ مؤبّد.
تقولين: أنحزن أم نفرح؟
أقول: فرحٌ كثيرٌ في فسحةٍ قليلة،
إجازة من الجحيم.
يا كريمة،
يا مانحة النشوات وواهبة الذروات المتسلسلة،
جودي عليّ بعد،
بوجودِك،
جودي عليّ بعد،
بوصالِك،
فدونكِ لا بوصلة لديّ،
وأشرعةُ سفينتي تائهة في مرافئ العمر،
بتُّ أبحثُ عن نجمتي المضيئة،
يا نجمتي المضيئة،
شعّي عليّ بعد بحنانك الحميم،
دعيني أحلق على وجه الماء،
أعلو وأعلو،
ثم أنهارُ ملوّعة على موجِك،
أخطفُ سمكتين وقوساً كالقزحِ ملوّن،
أرمي بهم أضحية على قدميكِ،
أقبّلِك،
أدعو لكِ بالبقاء وأتمنى،
للشهب المنهمر على عمري،
والفضة المتدلية على خدي،
والعينين شهيدتي استسلام المحارب الأخير،
أدعو نجمتي المشعّة
أنّ تبقيك معي،
كي تنتبهي، على مفترق رعشة،
كم أنا ممتلئة بالغرام، ممتنّة له في خفة روحٍ لا تحتمل،
مطمئنة للحظة مسروقة،
أرفع فيها راية فرحي،
أكتبها لك شبه قصيدة،
وأتأوه.