
مرهقتان من يوم عمل طويل طويل، ومن شقاءٍ من بعادٍ طويل طويل، ضاعتْ نظراتنا في أعيننا، لاحتْ أشباح ابتسامات تعبٍ طويل طويل، قلتُ: أنا زومبي... قلتِ: تعالي نجعلها زومبي بوتوكسيه...
بوتوكس
غرامنا يحي الشباب فينا أكثر من ألف ألف بوتوكس، وهوانا يصرع الزومبي فينا يجلب أجلنا في ليلٍ لا ينتهي، وضحكنا بهارٌ ينكّه المداعبات، وما قبل وما بعد بعد المداعبات...
ذهبت زومبي تبحث عن بوتوكسها، جادتْ وأجادتْ، صالتْ وجالتْ، تنزهّتْ الأيادي على طول القامة داعبتْ الخصرَ، سألتْ لمن هو، علها تسمع تلك الـ "أنا" الدلوعّة رغماً عنها، كي تعلو الضحكات مجدّداً، وكي يصدق ككل مرة وعد القهقهات...
تنزّهت الأيادي على السيقان، سألتْ لمن هي، في لحظة انسجام بين الروح المعلقة والقبضات المتمتّعة بالنزهات، علّها تسمع مجدداً ذاك اللحن الطريف، جاء الجواب مفاجئاً: "ذاك القوام تحت الاحتلال". سطع الردُّ كبديهة النشوة: سأحفرُ على فخذيكِ: "زومبي مرّتْ من هنا، يحيا الاستقلال"...
قلبتْ البطون على الظهور من وقع القهقهات، تحررت الأيادي من ملمس القوام السعيد باستقلاله، ثم التقتْ مجدداً في رحلة وصال طويل طويل...
استمرّتْ زومبي في عملية التحرير واحتلال مساحات جديدة وزرع راياتها في سهول ووديان القامات المتراصة، تثبيتاً للاستقلال الجديد، ذهبتْ في رحلة وله، ولم تعد بعد. رجاءً ممن يعرف عنها شيئاً الاتصال بالمشتاقة الملتاعة، لطمأنتها عن عودتها، سالمةً، إلى نفسها ورشدها.
التوقيع: ميم
(ميم الحرف الأول من مشتاقة، ملتاعة، محفوفة، منفوخة، مفتوحة، مضمومة، مبعثرة، مشتتة، متشتشة، مطروبة... أو ميم الحرف الأول من محاسن بوتوكس الغرام: وداعة محيّاكِ بعده).
"صُغ لقلبي يا حبيبي حُلُما، من ثنى الصبح وغدر الغلسِ
لُمَّني من وحشةِ العمر، كما لمـَّتْ النسمةُ عطرَ النرجس."