top of page

أجملُ اختراعٍ في الدنيا، الـ SMS ، حين يأتيني منها مرسالُ... وصال،

أبشع اختراع في الدتيا، الـ SMS، حين أنتظر وأنتظر وأنتظر،

ويخفق فلبي على كل  ringtone، وترتعد ركابي من الشوق،

أهو منها؟ لا، هو من المصرف ينبىء بعمليّةِ سحبٍ لا إيداع،

سحبني مرساله إلى عملية إيداعِها مرسالُ اشتياق، لعلّ وعسى،

أهو منها؟ لا، هو من أمٍ أعدّت صحناً طيباً، وعليكَ حتماً أن تشاركيها إيّاه،

أهو منها؟ لا، هو من النديم أو أحد الندمان، يبحث عن جوابٍ لسؤال،

أهو منها؟ لا، هو من إعلان حسومات في فترة الأعياد، أحيله إليها، أعرض عليها حسوماتي مقابل أجمل ثمنٍ للقاء، علّ ركابها تصطك،

أهو منها؟ نعم! نعم! يلعن أباك عاهرة!

عصرتِ روحي، حرقتِ ديني، جعلتني أكفر بربّ الإختراعات! جعلتني أحلم.

مرسال أوّل وأخير

منذ مرسالكِ الأول،

جعلتني أصمّمُ اختراعاً يحمل إليّ عطرِك، كي أسكر،

وآخر، كالفانوس السحريّ، ألمسه بسبابتي،

يحضر مارد العشق من قمقمه، ويصدح،

بصوتِك ورنّة الضحكة المثنّى،

جعلتني أصمّمُ على كتابة مئات المراسيل إليكِ، ولا أشبع،

أخترع أساطيراً لا تنتهي،

أروي لك عطشي،

للفرح معك،

للحزن معك،

للعناق معك،

للفراق، عنكِ.

 

هذا آخر مرسال،

أعودُ بعدها صورة

داخل إطار. 

 

أرتادُ سوقَ الصور،

أحاول ترميم الإصفرار،

أبحثُ عن بشاشةٍ لا تُباع،

عن ضوءٍ حارٍ لا تلتقطه الصور.

هذا آخر مرسال،

أعود بعده إلى داخل الإطار،

صورة منسية شاحبة

عُلِّقت على جدار الإنتظار،

تسهو العين عنها،

تسرحُ بخاطرٍ حلوٍ في البال،

تحلمُ بنحت اللحظة،

تحفرها في خبايا الروح،

تحميها من ممحاة الزمن.

 

تبتسم الصورةُ لذكرى انعكاسها،

يقهقه ملاكٌ في الجنّة،

يتلاعبُ إبليسٌ شامتٌ بالحبل الذي منه أتدلى،

باتجاهك.

 

يزوغ نظرُ الصورةِ،

أصابُ بدوارٍ،

هو دوارٌ يُغريني كنسيمٍ يلامس وجهك،

هي لحظةٌ تُغري بانخطاف لقاء،

هو العطرُ يأتي كمفاجأةٍ  معِك،

يحملُ إلى تخطي حدود الخشب،

خشبٌ معتّقٌ بلون الطحين الأسمر،

ترحلُ الصورةُ وانعكاسها إليكِ،

مجدّداً، بالـ SMS ،

من قال أن هذا آخر مرسال غرام ؟

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page