top of page

قبل المركبة،

هللا صعدنا معاً إلى جبل المطحنة؟

لا يا حلوتي، سيقودنا التهور حكماً إلى أسفله،

سيُقرأ في الصحف في اليوم التالي:

"وجدت سين وميم جثتان هامدتان متعانقتان

واليدان بين الارجلِ،

وذلك في قعر الجبل،

ينكبٌّ المحققون على آثار خشبٍ وطحين..."

 

في الطريق إلى المركبة،

يأتي أمرٌ من القبطانة:

ح.. ح... ح...

أطيعُ:

دافىء. رطب.  حاضر حالاً...

على باب المركبة،

تؤكّد القبطانة:

أكادُ أصلُ.

أجيبُ:

داعبيني بعد،

إنّي أصلُ أيضاً،

تقريباً...

على متن المركبة،

يصلُ القبطانةَ برقيةُ قلق،

أينكِ تشرّعين الهوى في مركبة الهواء، فأحلّقُ؟

أيحط الحبيبُ ركابَه في أرضي،

أم تأتي الريحُ بالخيبةِ، على متنِ رحلات العذاب؟

تعدُ القبطانة :

"أيّها الصاعدُ إلى متني، استسلم لآلهة الغرام، تحيا بعدها، بلا ندم..."

أطمئنُّ.

 

قد بدأتُ طقوسَ العبادة،

طهّرتُ روحي من عذاب الإنتظار،

غسلتُ ذنوبَ أشواقي القاتلة،

أعددتُ الجسد الملوّع للتضحية،

بتُ قرباناً يقدّم على مذبحك.

 

أرحلُ مع قبطانتي في أطولِ انتظار

لأطول رحلةٍ في تاريخ الطيران،     

إنّي أحذّرُكِ:

إيّاكِ وادعاء النبوة،

قد ينتظرِك الربُّ،

مع قربانِه،

ليصلبك على رؤوسِ شقائق النعمان،

في أسفلِ درجِ المركبة.

مَـركـبـَـة

© 2017 by Houssoun El Fares - All rights reserved

bottom of page