قالت سميرة:"بهالدني السمر الله خلقهن، وحط الهضم كله في خلقهن..." يا الله!. قالت ليلى، بتعاطفٍ متعالٍ: "ظاهرٌ للعيان، أنتِ والسُمر في أحلى وئام؟" قالت ناهدةٌ، بفضول: "من ذا الذي أعاد جنونَ المراهقةِ، والمجون؟ أسمارٌ هو، أم شقار؟" قالت هندٌ، بشكوى متباكية:" من ظلمني وبكى، سبقني واشتكى، وقال يوماً إني أغارُ؟" كتبت اللوعةُ في دفترها:

سمراءُ، وسمراءُ، وبيضاءُ، وبين بين،
أشتهيهنّ واحدة واحدة،
جملةً ومفرقا...
غزالٌ متنقّلٌ بين أطيافهنّ،
أعانقُ إحداهنّ بيمناي،
وإحداهنّ بيسراي،
أتأرجحُ إلى الأمام، ثم إلى الوراء،
أتثّنى، مسحورةً،
يسحبني النسيمُ إليهنّ،
تدور طواحيني،
على همسٍ ووشوشات...
أدنو منهنّ، أتودّد:
هل حقاً مسّ الوردُ ثغرَ الفراش؟
لا تأبهي لهنّ،
يا عاهرتي السمراء،
لا أحدَ غيرُك، متلالىءٌ،
يومضَ كدويّ انفجارٍ في البال،
محفورٌ، كسهمٍ ناريٍّ، في الجسد...
لا تلوميني،
يا عاهرتي الصغيرة،
إذا أحطتُ نفسي بهنّ،
إني أحتفل بك،
بين كل تلك العاهرات اللواتي أدعوهُنّ،
لتناسيكِ،
يحمن حولي، كما يحوم طيفكِ،
فوقي، فيّ، وعليّ...
لا تحزني،
يا عاهرتي الضحوكة،
إذا ما أحطتُ نفسي بهنّ،
وسامرتهنّ،
أريّتهن حمم البراكين التي تثيرين،
أسمعتهن سيول الأنهر التي تسيِّلين،
أضعتهنّ في فيضان هواك العظيم،
أنتِ غفورةٌ، فارحيمني لحظةً من هواكِ،
من ذكرى
ذلك الليل الطويل...
لا تغاري،
يا غفورتي الرحيمة،
إذا ما غازلتهنّ،
شفاههنّ تعيدُني فوراً إلى لعاب شفتيكِ،
نهودهنّ تصلبنني فجأة على انتصاب حلمتيكِ،
خصورهنّ تعدني بشهوةٍ، باستدارة وركيكِ،
ما بين أرجلهنّ، ذكرى شهادتي،
على محراب أفواهِك الشاغرة،
إني أحتفلُ بكِ،
معهنّ، بينهنّ،
معكِ، وفيكِ...