مساء الخير يا دميتي، "الأماكن" كلّها في حالة هياجٍ شديد،
دعيني أنام... أنهكتني الأماكنُ، راحلةٌ أنا الآن إليكِ،
على متنِ الشوقِ المُتعَب...
أرجوكِ، دعيني أنام!
صباح الخير يا خليوي، ما أخبار حلوتي التي منعت عني الرقاد؟
تقولين: "صباح الخير يا أحلى رأس ورأس، والـ Duo والـ Trio ، والكلام الحلو الذي يبلّله"
ينزلقُ الدفءُ من نـظري الذي يقرؤكِ إلى نهديّ وما بين فخذيّ،
أحاولُ استعادةَ وعيي منك، أبحثُ عنك في الثنايا ،
يأتيني الرنينُ من باريس،
وما زلتُ أبحثُ مغمضةَ العينين عنكِ،
يأتيني الرنينُ مرّةً ومثنىً وثَلاث،
ولا جدوى من الكلام في الصباح،
دعيني رجاءً وحدي معك، صائمةً،
علّك تدركين معنى السكوت المباح...

قلت لكِ، قبل النوم: قد فتحتِ شهيّتي على مصراعيها، إناثاٌ وذكورا وبين بين، عاجزةٌ أنا عن إغلاق هذين المصراعين، أخبري من تشائين أنني على استعداد لكم ولكنّ أجمعين، أخبري من تشائين، أنني، تفتحّتُ وفتحتُ شفتيّ وأعددتهما ناعستَين للتمدّد بقربك، لوصالِ طيفك، أيقظتني بأجمعي بعنفٍ شديد، وطلبتِ منّا اللعبَ! هل من أحدٍ غيرك، يا عاهرتي اللطيفة ، يتلاعب بي هكذا، قبل النوم؟
مراسيل
صبح ومســـا
الخير يا حلوتي. كلّي في إجازة اليوم.
قد قرّر كلّي التفرغَ لأثرِكِ، بدأ يومَه بِك مع القهوة، بِك مع الجريدة، بِكِ معي، أنامُ وأصحى، وأدوّنُكِ على الورق. رائعٌ نهاري حين تتمنّين لي صباحاً خيّراً، وتصدحُ "الست" على "طرب": " كلمة، ونظرة عين... وكان وصالك هَنا، وكنت بتمناه..." فيا صباح الخير من قرعةِ رأسي، ومن قعرِ قعرِ رؤوس الشقائقِ، تعالي دخيلِك شاركيني الطرب! تقولين:"يا حبّي، غداً لدى عودتي من باريس، سأتمرّن على الست والطرب، كي أسمعكِ أغاني قلبي وروحي وشقائق نعماني الحمراء"
أجاب الورقُ:"آهاتِك تكفي. أنتِ، طرب."
صباحُ الحب والقصائد الحلوة، صباحُ شاعرةِ الحياة وشريعةِ مداراتي كلُّها،
صباحُ الذوبانِ، واللفِ، والدوران، صباح الفلتان، واليدان، العابثتان، بين الأرجلِ...
مساءُ الخير، مساءُ الحب العاهر، والجنس بلا وعي، في الوعي واللاوعي،
مساءُ الإصبع الماهر، والخنصر، والإبهام، وتقنيات الهوى البارقةُ كخواتم ألماسٍ،
في الداخل، والخارج، وعلى الضفاف، المرتجّة اللجوجة المتكررة كهزّة أرضية، تقلبُ الرأسَ على العقب،
مساءُ اللسانِ الحارق، والشفاهِ الرطبة، المنفرجتان عن جمرٍ أعلى، وجمرٍ أسفل،
ها إني أتمرّغُ بين الجمرتين، على سفوحِ نهديكِ...
مساء الخير يا حلوتي، يا عاهرتي النارية،
مساءُ اللقاء الذي لم يأتِ بعد إلى بيروت، مساءُ باريس الذي لا يغيب عن البال،
مساء الوله، قريباً، في مطحنة الجبل.